أسباب المشاجرات بين الإخوة: كيف تفهمي صراعات أبنائك وتعاملي معها بحكمة؟

أسباب المشاجرات بين  الإخوة. في كل بيت، لا يخلو يوم من  خصام بسيط  بين الإخوة، وقد يكون ذلك نتيجة موقف بسيط أو خلاف مؤقت. لكن حينما تتكرر المشاجرات أو تصبح عنيفة أ…

محمد عبدالصمد
المؤلف محمد عبدالصمد
تاريخ النشر
آخر تحديث

 أسباب المشاجرات بين  الإخوة.

في كل بيت، لا يخلو يوم من خصام بسيط بين الإخوة، وقد يكون ذلك نتيجة موقف بسيط أو خلاف مؤقت. لكن حينما تتكرر المشاجرات أو تصبح عنيفة أو تؤذي نفسيًا أو جسديًا، هنا يصبح الأمر قضية تستحق الاهتمام والتدخل الذكي. هذه المشاجرات ليست "عداوة" في جوهرها، بل انعكاس لتفاعلات نفسية واجتماعية تحتاج إلى فهم من قبل الأهل.

أسباب المشاجرات بين الأبناء

 في هذا المقال، نستعرض معًا أسباب نشوء الشجارات بين الأبناء، ونقدّم طرقًا تربوية واضحة للتعرّف إلى مصادرها، والتعامل معها بحكمة ومحبة، بما يعزّز علاقات أبنائك ببعضهم البعض ويضع أساسًا صحيًّا للمستقبل العائلي.

 أسباب المشاجرات.

1. الغيرة ومنافسة الاهتمام.

  • الغيرة من انتباه الأهل: يشعر الأطفال أحيانًا بأن أحدهم "مفضّل" أو يحصل على تقدير زائد، مما يشعل روح المنافسة.

  • الاهتمام الجديد: مثل ولادة طفل جديد، وهو ما يسبب غيرة بين الإخوة الأكبر سنًا.

2. اختلاف الشخصيات.

  • لكل طفل طبيعته المختلفة وقدرته الفريدة على التعامل مع المواقف. التصادم بينها يولّد توترًا، خصوصًا حين يجتمع طفل هادئ مع آخر نشط أو عدواني.

3. التفاوت العمري والفكري.

  • تفاوت مستوى الفهم والقدرات يؤدي إلى صراع بسبب عدم التفاهم. فالأكبر يريد أن يفرض سيطرته، والأصغر يسعى للأخذ منه أو تقليده.

4. التنافس على الموارد.

  • ألعاب، وقت الأهل، فرص الظهور، كلها مصادر للنزاع إن لم تدار بعدالة.

5. طريقة التربية.

  • أسلوب العقاب أو مقارنة الأبناء يُشجّع على العداء بدل التعاون.

  • الأهل الذين لا يضعون حدودًا واضحة يتركون الفوضى تنمو.

كيف أعرف أن الشجار طبيعي أم خطير؟

من الضروري التفرقة بين "شجار أخوي اعتيادي" و"سلوك عدواني مستمر":

  • شجار طبيعي: يحدث أحيانًا ويُحل بسرعة، غالبًا كلاميًا أو بدفعة بسيطة، دون أن يترك أثرًا نفسيًا عميقًا.

  • سلوك عدواني: يتكرر بقسوة، يشمل ضربًا أو إهانة نفسية، نوبات غضب لا تنتهي إلا بتدخل خارجي، ويسبب قلقًا أو خوفًا.

إن لاحظت علامات مثل الأذى الجسدي المتكرر، أو انسحاب أحد الإخوة، أو تغير في السلوك (قلق، ضعف في النوم، كابة طفيفة)، فعليك بالتدخل الفوري والتأمل في استشارة مختص إذا تكررت التصرفات، أو اشتدّت.

دور الأهل في التهدئة والتوجيه.

.1 البقاء هادئين

امتناع الوالدين عن الغضب أو الإفراط في معاقبة المشاجرين يساعد على تهدئة الأجواء ويعزز طفلاً أكثر توازنًا.

2. فصل الأبناء بهدوء

التدخّل السريع يفصّل السبب، فاستخدم جملاً مثل:

  • "دعونا نتوقف الآن ونفكر معًا"
    مما يخفف التوتر ويساعد على الحوار.

3. التحدث بعد التهدئة

بعد عشرة دقائق مثلاً، قابل كل طفل بمفرده أو معًا وشجّعهم على التعبير عن مشاعرهم:

  • "كنت أشعر أن فلان أخذ لعبتي بدون إذن، وهكذا..."

4. تعليم مهارات التعبير الفعّال

علّميهم قول:

  • "أشعر..." بدل "أنت دائمًا..."

  • "من فضلك توقف" بدلاً من الصراخ أو الضرب.

5. وضع قواعد واضحة

اتفقوا معًا كعائلة على سلوكيات مقبولة:

  • "لا يضرب أحد"

  • "يُستأذن عند أخذ الأشياء"
    عند مخالفة القاعدة، يُوضع أثر طبيعي مثل: "إن أخطأت، نعيد اللعبة بعد الاعتذار والاختيار الهادي".

 مناهج تربوية بديلة للعقاب.

1. العواقب الطبيعية والمنطقية

إذا خلطوا لعبتين، فليصلحوا البالنتيجة أو يعيدوا ترتيبهما معًا.

2. التعزيز الإيجابي

عندما يتشاركون أو يحلون خلافًا وحدهم، أشيد بهم أمام الأسرة وكافئهم ربما بلعبتهم المفضلة أو عناق.

3. اللعب الجماعي والتعاون

ركّزي على نشاطات تتطلب مشاركة: زيارات، ألعاب تعاون، بِناؤها معًا. هذا يعزّز الفهم والتقدير.

4. التخصيص الفردي

خصصي وقتًا لكل طفل بمفرده (10 دقائق يوميًا) للاستماع له، عدم المقارنة أو مؤازرته، واهتمام حقيقي.

متى نستدعي المختصين؟

إذا كانت المشاجرات:

  • متكررة بشكل يومي وبشدة.

  • مصحوبة بصراخ أو ضرب عنيف يتجاوز الحدود المعتادة.

  • تسبب قلقًا أو كبتًا نفسيًا.

  • أو أنكِ كوالدة تشعرين بالعجز عن التدخل.

هنا من الأفضل التوجه لاستشارة أخصائي نفسي للأطفال، لمراقبة الوضع وتقديم استراتيجيات علاجية مثل العلاج الأسري أو السلوكي.

6. كيف نبني علاقة متينة بين الإخوة؟

  • التواصل المفتوح: اجعلوا طقسًا أسبوعيًا يمكن للأبناء فيه التعبير عن أفكارهم.

  • اللقاءات العائلية: بيتًا مفتوحًا على سرد، ضحك وألعاب تلبّي رغبات الجميع.

  • أنشطة تبني الاعتماد المشترك: مهمة مثل إعداد وجبة، ترتيب أرضية، رسم حائط.

  • إشادة بالصفات الجيدة: حين يلعب طفل بلطف أو يظهر فعل تعاوني، أثنِ عليه فورًا أمام الآخرين.

الخاتمة:

المشاجرات بين الإخوة تظل طبيعية، لكن حينما تكثر أو تتسبب بأذى نفسي أو جسدي، فإنها تفقد بساطتها وتصبح قضية تربوية حقيقية. اللازم هو أن يفهم الأهل جذور التوتر: غيرة، اختلاف شخصيات، نمط إرسال رسائل تربوية. يحتاج الأمر لتعالٍ صادق في التعامل: بالصبر، الحوار، وضع القواعد، والتعزيز الإيجابي. ومن المهم أن يحبَّب الأهل فعل التشارك والود لمعالجة القضية ليس فقط حين تقع، بل كعادة بنّاءة. إذا تطورت المشكلات عن الحد، أنصح بالتواصل مع مختص لتقديم التدخل المناسب.

أسئلة شائعة:

تتعدد الأسباب وتشمل الغيرة، المنافسة على اهتمام الوالدين، اختلاف الشخصيات، التفاوت في الأعمار والاحتياجات، والرغبة في فرض السيطرة.

الشجار العادي يكون غالبًا لفظيًا وينتهي بسرعة، بينما العدواني يتكرر بشكل عنيف ويتسبب في أذى جسدي أو نفسي، ويحتاج لتدخل مباشر وفوري.

نعم، الشجارات اليومية بين الإخوة أمر شائع، لكنها تصبح مقلقة إذا كانت تؤثر سلبًا على الصحة النفسية أو تتصاعد بشكل متكرر دون حل.

أفضل الطرق تشمل البقاء هادئًا، فصل الأبناء بهدوء، التحدث إليهم بعد التهدئة، تعليمهم مهارات التعبير عن الغضب، وتعزيز ثقافة الحوار.

العقاب القاسي ليس فعالًا، بل يُفضل استخدام أساليب التربية الإيجابية مثل العواقب الطبيعية، التعزيز الإيجابي، ووضع قواعد واضحة للسلوك المقبول.

يمكنك تعزيز الروابط بينهم عبر تشجيع التعاون، تخصيص وقت للأنشطة المشتركة، مدح تصرفاتهم الإيجابية تجاه بعضهم البعض، وتعليمهم الاحترام المتبادل.

تعليقات

عدد التعليقات : 0