فن التوجيه الذكي: إزاي تخلي ابنك ينفذ اللي إنتي عايزاه... وهو حاسس إنه صاحب القرار؟

إزاي تخلي ابنك ينفذ اللي إنتي عايزاه. كتير من الأمهات بيسألوا: "ليه ابني بيقاوم كل حاجة بطلبها؟ وليه لازم دايمًا يحس إنه بيقول (لا)؟" الحقيقة إن الأطفال ب…

محمد عبدالصمد
المؤلف محمد عبدالصمد
تاريخ النشر
آخر تحديث

إزاي تخلي ابنك ينفذ اللي إنتي عايزاه.

كتير من الأمهات بيسألوا: "ليه ابني بيقاوم كل حاجة بطلبها؟ وليه لازم دايمًا يحس إنه بيقول (لا)؟" الحقيقة إن الأطفال بطبيعتهم بيحبوا يحسوا بالاستقلال والحرية، وده بيخليهم يرفضوا الأوامر المباشرة، حتى لو الحاجة دي في مصلحتهم. وهنا بييجي دورك كأم ذكية تستخدم فن "التوجيه الذكي" علشان توصلي للي إنتي عايزاه. وفي نفس الوقت تخلي ابنك حاسس إنه هو اللي بياخد القرار.

إزاي تخلي ابنك ينفذ اللي إنتي عايزاه
فن التوجيه الذكي: إزاي تخلي ابنك ينفذ اللي إنتي عايزاه... وهو حاسس إنه صاحب القرار؟

في المقال ده هنتكلم عن طرق فعّالة نفسية وتربوية تساعدك تخلّي طفلك يتعاون معاكي من غير عناد ولا أوامر، وهنشرح إزاي ده بيقوّي شخصيته كمان.

أولًا: ليه الطفل بيحب يحس إنه صاحب القرار؟

قبل ما نتكلم عن الحل، لازم نفهم السبب:

  • الطفل بيحب يحس بالاستقلالية: من سن سنتين تقريبًا، بيبدأ الطفل يقول "أنا" و"لا" كتير، لأنه بيبدأ يكتشف إنه كيان مستقل.

  • رد فعل طبيعي على كثرة الأوامر: لو طول الوقت الطفل بيسمع "اعمل كذا"، "ما تعملش كذا"، بيبدأ يشعر بالضغط ويفضل العناد.

  • إثبات الذات: حتى الطفل الصغير بيحاول يثبت لنفسه إنه ليه رأي، وده جزء طبيعي وصحي من نموه النفسي.


ثانيًا: الفرق بين التوجيه والتحكم.

  • التحكم = إصدار أوامر مباشرة زي: "البس دلوقتي"، "نام حالًا"، "ما تردش كده".

  • التوجيه = تقديم اختيارات وتوجيه الطفل إنه يوصل للقرار الصحيح بنفسه، زي: "تحب تلبس البلوزة الحمرا ولا الزرقا؟"، "تحب تنام دلوقتي ولا بعد القصة؟"

التوجيه بيقلل المقاومة، وبيخلي الطفل يتعاون لأنه حاسس إن له رأي.

ثالثًا: استراتيجيات ذكية لتوجيه الطفل وكسب تعاونه.

1. استخدمي قوة الاختيارات المحدودة.

بدل ما تقولي "البس دلوقتي"، جربي تقولي:

"تحب تلبس البنطلون الجينز ولا البنطلون الرمادي؟"

ليه ده بيشتغل؟

  • الطفل بيحس إنه هو اللي اختار.

  • وانتي في الحقيقة اللي محددة النتيجة.

2. خليه يحس إنه البطل في القصة.

لما يكون فيه نشاط محتاج يعمله، اربطيه بدور بطولي:

"إنت النهاردة القائد اللي هيقود عملية ترتيب الألعاب!"

الأطفال بيحبوا يتقمصوا أدوار، خصوصًا لو فيها مسئولية وشعور بالإنجاز.

3. استخدمي الأسئلة بدل الأوامر.

بدل ما تقولي "غسل إيدك قبل الأكل"، جربي:

"فاكر إحنا ليه بنغسل إيدينا قبل الأكل؟"

الأسئلة بتحفز التفكير والتعاون أكتر من الأوامر.

4. قدّمي السبب ورا الطلب.

"لو لبست تقيل دلوقتي، جسمك هيكون دافي ومش هتعيا في البرد."

لما الطفل يعرف "ليه"، بيقتنع أكتر وبيستجيب بسهولة.

5. ابني علاقة ثقة تحفز التعاون.

  • الطفل اللي حاسس بالأمان والاحترام بيستجيب بسهولة أكتر.

  • كل ما كنتي قريبة منه، كل ما كان مستعد يسمعك.

رابعًا: أمثلة واقعية من الحياة اليومية.

مثال 1: وقت النوم.

بدل ما تقولي: "يلا نام"، قولي:

"تحب نقرأ قصة الأسد ولا الأرنب قبل النوم؟"

هو كده دخل في مود النوم بإرادته، واختار بنفسه.

مثال 2: غسيل الأسنان.

بدل "غسل سنانك حالًا"، جربي:

"يلا نشوف مين هيخلص غسيل السنان الأول: إنت ولا أنا؟"

عنصر التحدي بيخلي الطفل يتحمس بدل ما يحس إنها مهمة ثقيلة.

مثال 3: ترتيب اللعب.

بدل "رتب ألعابك فورًا"، قولي:

"تحب نبدأ بالعربيات ولا بالبازل؟"

كده انتي حولتي المهمة لقرار بإيده، ومشاركة مش أمر.

خامسًا: حاجات لازم تتجنبيها.

  • الأوامر الكتير ورا بعض: بتخلي الطفل يتشتت ويتضايق.

  • الصراخ والعقاب الدائم: بيضعف العلاقة وبيخلي الطفل يبعد.

  • المقارنة بأطفال تانيين: بتأذي ثقته بنفسه وبتخليه يعاند أكتر.

سادسًا: تقوية الشعور بالمسؤولية عند الطفل.

علشان ابنك يقتنع فعلاً إنه صاحب القرار، درّبيه على:

  • تحمل نتيجة اختياراته: لو اختار يلبس خفيف واتكلمتي معاه بدل ما عاقبتيه، هيتعلم من نفسه.

  • المشاركة في وضع القواعد: خليه يشارك في تحديد وقت النوم أو جدول المذاكرة.

  • تشجيعه لما يختار صح: المدح الإيجابي بيعزز السلوك اللي انتي عايزاه.

سابعًا: السن المناسب لتطبيق كل فكرة.

  • من عمر سنتين لـ 4 سنين:

    • خيارات بسيطة جدًا.

    • استخدام اللعب والتقمص.

  • من 5 لـ 7 سنين:

    • أسئلة تحفيزية.

    • تحمُّل بسيط للمسؤولية.

  • من 8 سنوات وطالع:

    • نقاش واقتراح حلول.

    • مشاركة في اتخاذ القرار الحقيقي.

ثامنًا: نصائح مهمة علشان تنجحي في الأسلوب ده.

  1. الصبر: مش من أول مرة الطفل هيتجاوب، لكن بالاستمرار هتشوفي فرق.

  2. الاتساق: خلي أسلوبك ثابت علشان الطفل ما يتلخبطش.

  3. المرونة: لو الطريقة مش نافعة، غيري الأسلوب بدون توتر.

  4. الهدوء: لو الطفل عاند، خدي خطوة وارجعي بهدوء.

  5. المكافآت الرمزية: مش لازم دايمًا هدية مادية، ممكن حضن أو كلمة جميلة.

تاسعًا: تأثير الأسلوب ده على الطفل على المدى البعيد.

  • بيكبر وهو واثق من نفسه

  • بيعرف ياخد قرارات صح

  • بيتعلم التعاون بدل العناد

  • بيبني علاقة قوية مع أهله

الخاتمة:

في النهاية، الهدف مش إننا نسيطر على أطفالنا، لكن إننا نرشدهم بذكاء ونقوّي شخصيتهم. لما تخلي طفلك ينفذ اللي إنتي عايزاه وهو حاسس إنه صاحب القرار، إنتي كده بتربّي طفل مستقل، واثق، ومتعاون. التوجيه الذكي مش بس وسيلة فعّالة في التربية، ده كمان أسلوب حياة بيقوّي العلاقة بينك وبين ابنك، وبيخلي يومك أسهل.

الأسئلة الشائعة:

إزاي أخلي ابني ينفذ المطلوب من غير ما يحس إنه مجبور؟
من خلال إعطائه خيارات ضمن حدود معينة، وتشجيعه على اتخاذ القرار بنفسه، كأن تسأليه: "تحب تلبس الجزمة دي ولا دي؟" بدل ما تقولي "يلا بسرعة البس".
هل إعطاء الطفل حرية القرار بيقلل من سلطتي كأم أو أب؟
بالعكس، ده بيعزز العلاقة بينكم وبين الطفل، وبيخليه يحترم توجيهك لأنه مش بيحس إنك بتفرض عليه، بل إنك بتشاركه في القرار.
إزاي أفرق بين التوجيه الذكي والدلع الزايد؟
التوجيه الذكي يعني تدي حرية داخل إطار واضح ومحدد. أما الدلع الزايد فهو إنك تلغي الحدود وتسمح للطفل يتصرف من غير توجيه أو قواعد.
إيه أبرز فوائد أسلوب "هو يقرر" في تربية الطفل؟
الطفل بيتعلم الاعتماد على النفس، وبيزيد شعوره بالثقة والاحترام المتبادل، وده بيقلل العناد وبيخلي التعاون بينه وبينك أسهل.
هل ينفع أستخدم الأسلوب ده مع الأطفال في سن صغيرة؟
أيوه، تقدر تبدأ بأساليب بسيطة زي "تحب تنظف سنانك قبل ولا بعد الحكاية؟"، وبكده تديله إحساس بالاختيار وهو بيعمل المطلوب.
إيه الأخطاء اللي لازم أتجنبها وأنا بطبق الأسلوب ده؟

من أهم الأخطاء إنك تدي الطفل حرية مفتوحة من غير حدود، أو إنك تفرض عليه رأيك في الآخر وتهدم اختياره، وده بيقلل مصداقيتك قدامه. 

تعليقات

عدد التعليقات : 0