خناقات الإخوة اليومية: كيف تتعاملين معها بذكاء وهدوء؟ خطة مختصرة وفعّالة للأمهات

كيف تتعاملين معها بذكاء وهدوء؟ خطة مختصرة وفعّالة للأمهات تخيّلي هذا المشهد: هدوء نسبي في المنزل، ثم فجأة صراخ، ضرب، بكاء، شكوى... تبدأ معركة جديدة بين الإخوة، ورب…

محمد عبدالصمد
المؤلف محمد عبدالصمد
تاريخ النشر
آخر تحديث

كيف تتعاملين معها بذكاء وهدوء؟ خطة مختصرة وفعّالة للأمهات

تخيّلي هذا المشهد: هدوء نسبي في المنزل، ثم فجأة صراخ، ضرب، بكاء، شكوى... تبدأ معركة جديدة بين الإخوة، وربما لا تمضي ساعة حتى تتكرر. إذا كنتِ أماً لأكثر من طفل، فأنتِ بالتأكيد مررتِ بهذه اللحظات مرارًا وتكرارًا.
صحيح أن الشجار بين الإخوة أمر طبيعي في كل بيت، بل يمكن اعتباره جزءًا من عملية النمو واكتساب المهارات الاجتماعية. لكن حين يتحول هذا الشجار إلى سلوك يومي متكرر ومزعج، يصبح مرهقًا للأهل ومؤثرًا على أجواء البيت. فكيف نتعامل مع هذه الحالة المتكررة دون صراخ أو عقاب أو توتر؟

خناقات الإخوة اليومية كيف تتعاملين معها بذكاء وهدوء؟
خناقات الإخوة اليومية: كيف تتعاملين معها بذكاء وهدوء؟ خطة مختصرة وفعّالة للأمهات.

في هذه المقالة، نقدم لك خطة مختصرة وفعالة لإدارة الشجار بين الإخوة، بالاعتماد على التربية الإيجابية، وفهم دوافع الأطفال، وتعزيز العلاقة بينهم بشكل سليم.

أولًا: هل الشجار بين الإخوة طبيعي؟

نعم، الشجار بين الإخوة طبيعي جدًا، بل هو جزء من تطور الطفل الاجتماعي والنفسي. يتعلم الطفل من خلال الشجار أمورًا مثل:

  • كيفية الدفاع عن رأيه.

  • التعبير عن الغضب والإحباط.

  • التفاوض والمساومة.

  • وضع حدود شخصية.

  • فهم مشاعر الآخرين والتعاطف.

لكن تكمن المشكلة حين:

  • يتحول الشجار إلى عادة يومية.

  • يتضمن عنفًا جسديًا أو لفظيًا متكررًا.

  • يُشعر أحد الأطفال بالدونية أو الإهمال.

  • يتسبب في توتر دائم داخل المنزل.

ثانيًا: لماذا يتشاجر الإخوة؟ الأسباب الخفية خلف الخلافات.

قبل التفكير في الحلول، من الضروري فهم الأسباب التي تدفع الأطفال للشجار، والتي غالبًا لا تكون واضحة، منها:

1. الغيرة وطلب الانتباه.

حين يشعر طفل بأن شقيقه يحصل على انتباه أكبر من الوالدين، قد يبدأ في استفزازه أو افتعال الشجار لجذب الانتباه.

2. الملل أو الفراغ.

الأطفال الذين لا يجدون أنشطة ممتعة أو محفزة يميلون إلى افتعال المشاجرات، كنوع من كسر الروتين.

3. اختلاف الطباع.

طفل هادئ وآخر عصبي، أو طفل يحب النظام وآخر فوضوي، كل هذه الاختلافات تخلق احتكاكًا.

4. الشعور بالظلم.

إذا شعر أحدهم أن أخاه يُعامل بطريقة مميزة، أو يُفضل عليه، فقد يبدأ في إثارة المشاكل.

5. عدم تعلم مهارات حل النزاعات.

الطفل الذي لا يعرف كيف يطلب حقه بهدوء، أو لا يمتلك أدوات التفاوض، يلجأ للصراخ أو الضرب.

ثالثًا: خطة التعامل الذكي مع الشجار بين الإخوة.

🧩 1. لا تتدخلي فورًا في كل شجار.

أحيانًا يكون من الأفضل إعطاء مساحة للإخوة ليحلوا مشكلتهم بأنفسهم، فهذا يساعدهم على بناء مهاراتهم الاجتماعية. تدخلي فقط إذا:

  • بدأ الشجار يتطور إلى عنف.

  • أحد الأطفال يبكي بشدة.

  • تكرر نفس الموضوع بشكل مزعج.

🧩 2. لا تأخذي طرفًا.

تجنبي أن تظهري ميلًا لأحد الأبناء أثناء الشجار، لأن ذلك يعمّق الغيرة. بدلاً من ذلك:

  • استمعي لكل طرف على حدة.

  • استخدمي عبارات محايدة: "أنا شايفة إن في مشكلة حصلت، تعالوا نحلها مع بعض".

🧩 3. علّميهم مهارات حل الخلاف.

بشكل تدريجي، علّمي أبناءك كيف يعبرون عن غضبهم بالكلام، وكيف يطلبون التنازل أو المشاركة:

  • "قل له: أنا زعلان لأنك خدت لعبتي من غير ما تستأذن".

  • "بدل ما تضرب، ممكن تطلب مني أساعدك".

🧩 4. ركزي على الحل لا على اللوم.

بدلًا من أن تسألي: "مين بدأ؟"، اسألي: "إزاي نحل الموضوع؟". فالتركيز على الحل يجعل الأطفال يتعاونون بدلًا من أن يتنافسوا في اتهام بعضهم البعض.

🧩 5. وفري لكل طفل مساحته الخاصة.

خاصة إذا كانوا يشاركون نفس الغرفة أو الألعاب، حاولي تخصيص:

  • أوقات فردية لكل طفل معك.

  • مساحة لكل منهم للراحة أو اللعب دون تدخل الآخر.

🧩 6. اجعلي البيت ساحة تدريب للتسامح.

امنحي أولادك فرصًا ليعتذروا، ويصلحوا العلاقة بينهم بعد الشجار. لا بأس أن تقولي:

  • "يلا كل واحد يكتب للثاني رسالة صغيرة فيها كلمة حلوة".

  • "اللي عمل خطأ يبدأ يعتذر، واللي اتضايق يقول له سامحتك".

🧩 7. حددي قواعد واضحة وثابتة.

  • "الضرب ممنوع مهما حصل".

  • "الصراخ مش هيحل المشكلة".

  • "كل واحد عنده وقت للعبة المفضلة".

اكتبي القواعد في مكان ظاهر، وراجعيها مع الأولاد من وقت لآخر.

🧩 8. امدحي التعاون.

عندما يتعاون الأبناء، امدحيهم فورًا:

  • "أنا فخورة بيكم لأنكم لعبتم مع بعض من غير مشاكل".

  • "شفتوا لما بتتفقوا قد إيه بتكونوا مبسوطين؟".

رابعًا: ماذا تفعلين بعد الشجار؟

  • خذي نفسًا عميقًا ولا تصرخي. انفعالك يزيد الموقف توترًا.

  • اجلسي مع الأبناء بعد هدوئهم وافهمي ما حدث.

  • شجعي الاعتذار والمصالحة.

  • حللي معهم سبب الشجار وكيف يتجنبونه في المستقبل.

  • استثمري كل موقف كفرصة تعليمية.

خامسًا: كيف نعزز العلاقة بين الإخوة؟

للتقليل من الشجار على المدى البعيد، احرصي على بناء علاقة صحية بين الأبناء، من خلال:

💡 1. أنشطة جماعية ممتعة.

نظمي أنشطة منزلية تجمعهم مثل:

  • إعداد طبق معين سويًا.

  • لعبة جماعية داخلية.

  • تحدي ترفيهي ينفذونه معًا.

💡 2. سرد القصص عن الإخوة في قصص الأنبياء أو التراث.

مثل قصة هارون وموسى، أو يوسف وإخوته، لتعزيز القيم بين الإخوة.

💡 3. التشجيع على التعاون بدل التنافس.

بدلًا من: "شوف أخوك أشطر منك"، قولي: "أنا فخورة إنكم الاتنين بتحاولوا تساعدوا بعض".

💡 4. روتين وقت النوم المشترك.

كأن تقرئي لهم قصة واحدة وهم بجانب بعضهم، مما يساعد على تهدئة العلاقة.

سادسًا: متى تستشيرين مختصًا؟

إذا لاحظتِ أن الشجار بين الإخوة يحمل مؤشرات مقلقة مثل:

  • وجود عنف شديد أو إيذاء جسدي متكرر.

  • أحد الأبناء يعاني من اضطرابات نفسية (اكتئاب، خوف دائم).

  • لا توجد أي لحظات انسجام أو حب بينهم.

  • أحد الأطفال دائمًا في موقع الضعف ولا يستطيع الدفاع عن نفسه.

ففي هذه الحالة، يفضل استشارة أخصائي نفسي للأطفال أو مرشد أسري.

خاتمة:

الشجار بين الإخوة طبيعي، لكنه فرصة ذهبية لتعليمهم مهارات حياتية مهمة مثل: ضبط النفس، التفاوض، التسامح، والتعاطف.
بهدوء، ووعي، وصبر، تستطيعين كأم أن تحولي كل شجار إلى درس، وكل لحظة غضب إلى مساحة للتقارب.
الخطة المختصرة تبدأ بأن تتفهمي المشاعر، تتجنبي الانحياز، تُعلّمي وتُوجّهي، وتعززي الحب بدلًا من الصراع.

فبيتكِ ليس ساحة معركة، بل مدرسة تُربى فيها القلوب قبل السلوك.

أسئلة شائعة:

هل الشجار بين الإخوة أمر طبيعي؟
نعم، الشجار بين الإخوة أمر طبيعي ويُعد جزءًا من نموهم وتطورهم الاجتماعي، لكن المهم هو كيفية تعامل الأهل معه لتقليل حدّته وتحويله إلى فرصة تعليمية.
كيف يمكن تهدئة الشجار بين الإخوة بسرعة؟
الخطوة الأولى هي البقاء هادئة، ثم التدخل بحكمة للفصل بينهما، دون إلقاء اللوم الفوري، بل محاولة فهم السبب ومساعدتهما على التعبير عن مشاعرهما بالكلام وليس بالعنف.
ما الأخطاء التي تقع فيها الأمهات عند التعامل مع خناقات الإخوة؟
من أبرز الأخطاء: الانحياز لأحد الأبناء، الصراخ، التهديد بالعقاب دون توضيح السلوك الخطأ، أو التدخل المفرط دون إعطاء فرصة لهم لحل الخلاف بأنفسهم.
هل من المفيد ترك الأطفال يحلون شجاراتهم بأنفسهم؟
في بعض الحالات، نعم. إذا كان الشجار بسيطًا وليس به عنف بدني، فإن تركهم يحاولون حل النزاع يساعدهم على تنمية مهارات التواصل وحل المشكلات.
كيف أعلّم أطفالي احترام بعضهم رغم الخلافات؟
من خلال تعزيز لغة الحوار بينهم، والاهتمام بمشاعر كل طفل، وتشجيعهم على الاعتذار والتسامح، مع توضيح أهمية الاحترام داخل الأسرة.
هل وجود خطة واضحة يساعد في تقليل الشجارات؟
نعم، وضع قواعد منزلية واضحة ومتفق عليها وتطبيقها بعدل بين جميع الأبناء يقلل من احتمالية حدوث الشجارات ويساعد على ضبط السلوك.

تعليقات

عدد التعليقات : 0